vendredi 18 avril 2025

 

السعودية بالهجوم على الحوثيين معنية

                         القصر الكبير : مصطفى منيغ

في إيران عقول تفُكِّر وقادرة على تحليل وتبسيط ما يحوم حولها مثلها مثل المسؤولة على سلامة الأمن القومي بكافة الأراضي الأمريكية  ، قد تتعامل بكيفية مختلفة عند الشروع في تنفيذ ما تراه في صالحها من أولويات خلال مواعيد مضبوطة بشروط مستمدَّة من معلومات مخابراتية متكاملة الدقة المتناهية  ، المرتبطة بترتيب استعدادات حسب المطلوب ومنها العسكريَّة ،  مادام الخلل إن تواجَدَ مهما كان ضئيلاً قد يكلِّف الكثير وأقلُّه الانهزام المؤدي لتفتيت كل المنظومة القائم عليها النظام الإيراني جملة وتفصيلاً وبكيفية قطعيَّة ، لذا لا يمكن النظر إلى إيران نظرة العاجزة جزئيا حتى من باب التخمين ولو نعتاً لقشرتها السطحيَّة ، في مواجهة كل هذا الغليان المُخطَّط له بعناية ومبالغةٍ شديدة من طرف سياسة أمريكية بغرض التشويش على القيادات الإيرانية قبل أوان الحسم البعيد الوقوع لظروف يراها الخبراء استثنائية ، وأصحاب تلك النظرة ينطلقون من انحيازهم التام لما يُمَكِّن الولايات المتحدة الأمريكية أن تقدمه  للبقاء حيث يقيمون للحكم على هواهم وكأنهم خُلِقوا وعلى رؤوسهم نبتت ريشة سحرية ، معتبرين أنفسهم من الأجزاء المهمة المُقرِّرَة مصير إيران المتوقَع إخراجها وبلا هوادة من أي منافسة على امتلاك أي قسطٍ من النفوذ على الساحة السياسية الدولية   ، ما دامت الكثرة متوفرة بهم وقائمة على تغطية النسبة المعتبرة من مصاريف أية عملية تريحهم من إيران المستقبل وهي صاحبة القنبلة النوويَّة . بالتأكيد المعنية هنا صراحة المملكة العربية السعودية ، التي أرادت بتحركاتها غير البريئة لعب دور المساهمة في إنجاح الضربة المُقرَّرة لإصابة الدولة الفارسية في مَكْمَنِ قوتها لإعادتها (مهما كان الثمن) قروناً إلي الوراء دولة مَهْزومة لا حول لها ولا قوة بين مخلفات المهزومين مرميّة .

... إيران مدركة أتم الإدراك أن السعودية مطبِّقة فاشلة لتلك السياسة الأمريكية الشرق أوسطيَّة  لعدم تمكينها من حكماء يشيدون توقعاتهم على منطق يساير ما تنتجه المعلومات الصحيحة  من تنشيط عوامل فكرية ملزمة بإبداع مواقف سليمة في الغالب ما يُطلق عليها في ميدان السياسة بالتصحيحية ، مؤثرة بالإيجاب على جانبٍ مُسلَّط عليه الانتباه الشديد الترقُّب ممَّا قد يحدث عنه من ردة فعل تُنهي أي صراع لصالحه بالطرق السلمية ، والسعودية بقدر ما لها من الكفاءات الفكرية المؤهلة لتحمُّل مسؤوليات القيام بمثل الدور على أفضل كيفية ، بقدر ما تبعد السلطات المتحكمة  أصحابها خوفا منهم لا مُعزِّزة مكانتها بالتقرب  منهم ولو كقدرات احتياطية  ، فمن يحكم السعودية أسرة همها الأكبر الحفاظ على مقاعدها بما تراه الحل لجميع الحلول "المال" وليس بعده الا تضخيم وسائل استرداده كدوامة تبتدئ عند النهاية لتبدأ منها من جديد وهكذا كخرطوم فيل يمتص الماء ليرش به على حسده فقط مهما كانت الحاجة لترشيد المياه حسب حاجة الأحوال المناخية ، وانطلاقا من ذلك تحسب نفسها مشاركة في المسألة المفسَّرة بهذا الكلام عن اقتدار وموضوعية ، أما الواقع تظل فيه العائق الأكبر المثقل بالأخطاء التكتيكية ، وما الزيارة التي قام بها شقيق ولي العهد وزير الدفاع السعودي لإيران سوى رسالة عن قصر نظر تعلن بها تلك الدولة الرسمية وليس الشعبية ، عن هلعها ممَّا سيترتَّب عنه الهجوم الذي ستقوم به الحكومة الشرعية في اليمن  كما يطلقون عليها المنعدمة من أي استقلالية ، تحت مسمى "الحسم الأكبر النهائي" بجيش قوامه ثمنين ألفا من الجنود بكامل عتادهم وعدتهم بتعاون وتنسيق كاملين مع القوات الجوية الأمريكية و جيش الدفاع الإسرائيلي  ضد الحوثيين  لطردهم من العاصمة صنعاء المستعصية ، والشريط الساحلي المنطلقة منه ما تشهده السفن الأمريكية وكل المتعاطفة مع إسرائيل من مضايقات خطيرة بما ينبعث منها من طلقات صاروخية  . الهجوم المخطَّط له من قبل الرياض والممول من قِبل سيولها النقدية  ، ومتى علمت إيران بأدق تفاصيل التفاصيل عن مثل التدخل بمباركة أمريكية لتطويق إيران من كل جانب استعدادا لضربها من قبل إسرائيل الضربة الجهنمية ، استعدت بما يلزم للرد الموجع وقد يطال تلك الدولة التي أصبحت بين يدي مَن يسخِّرها لمصلحته المباشرة عن طريق إشارات  عن بُعدٍ مصدرها الأقمار الاصطناعية ، ولو على حساب الدول العربية المشرقيَّة ، بمن فيها جمهورية مثر العربية  ، التي تنوي تلقين السعودية قريباً درساً يعيدها لمرحلة عميد سلطتها وتصديقه الفكر الوهابي وبدعه التخريبية ، لتدور بين أطرافها عساها تجد مَن يحميها من غضب جل العرب من محيطهم إلي ما سيتبقى من خليجهم انشاء العلي العليم خالق ما في الكون الدائم بعد رحيل كل الأجناس وأولها أو آخرها البشرية . متى علِمَت إيران بذلك اتجه وزير خارجيتها لزيارة الرئيس بوتين وتهيئ الأجواء الإيرانية الروسية ، لما بعد الجولة الثانية للمفاوضات الجارية بين واشنطن وطهران مهما كانت نتائجها التقريرية ، علما أن الرئيس ترامب لن يقبل بأية حرب لبلده ضد إيران لأنه يعلم بواسطة مفكري خبرائه أن الوقت غير مناسب وأن أمريكا إن سايرت رغبة إسرائيل والسعودية في هذا الشأن ستخسر الكثير وتنهار مكانتها المعنوية ، فمن وراء إيران مصائب مختفية قد تفاجئ العالم بإشعالها حرائق لا يمكن إخمادها إلا والعديد من المصالح الأمريكية الحيوية ، أكانت في الشرق العربي أو جنوب آسيا ، وحتى جوانب من أوربا  وبالتالي الكائنة في بعض بلاد أمريكا الجنوبية ،  قد تحولت إلى رماد  وذكريات حزينة تسترجعها الحقب المستقبلية ، المفاوضات ستتم على أجسن وجه  في المكان والزمان المخصصين لها وبما تتطلبه في فروض أهمية الأهمية ، تفوق تكهنات دول الثلاثي الأخطر على العالم العربي (السعودية / إسرائيل الامارات) مهما طال تعنتها ستلزم حدودها (إن تُرِكَت كما هي) لمعالجة ما قد يصيبها من خيبة أمل تساهم في حد كبير إلى تعقيدها أكثر مما هي معقدة بجنون العظمة الوهمية .

الجمعة 18 أبريل سنة 2025  

   مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في

سيدني – أستراليا


jeudi 17 avril 2025

للجزائر الاضطراب زائر

 

للجزائر الاضطراب زائر

القصر الكبير : مصطفى منيغ

لن تهدأ إسرائيل وقد وجدت في الحيِّزِ الجغرافي العربي فلسطين بضعف إمكاناته العسكرية ، ما تستعرض فوقه عضلاتها المنفوخة بالمساعدات الأمريكية ، مُرْسِلَة بما يُخيف معظم حكام الدول العربية ، وعلى رأسها صاحبة المليون ونصف المليون شهيد الموصوفة عن طريق الخطأ بالتقدمية الجمهورية الجزائرية ، البارع نظامها العسكري في الخرجات الإعلامية ، وما بعدها صمتٌ بكل ألوان الطَّيف الزاهية البهيَّة ، الفاضح ارتجافاً يعلُو نبرات صوتها الرسمي كدولة كلما أرادت الإفصاح عن موقفها المصنوع كي لا يبرح قصر "المرادية" ، المُعَجِّل في الخيال بإنقاذ الدولة الفلسطينية ، مهما كان المجال تحدياً في الأحلام لغطرسة إسرائيل المعتدية ، التي لم تكتف بذبح الفلسطينيين المسلمين  أكانوا نساءا أو رجالاً كل يوم أو ساعة زمنية ، بل تجاوزت مثل الأفعال الشنيعة إلى إبادة مَن في غزة نزولاً لهدف توسيع الأرض المحتلة أصلاً من لدنها لإقامة دولة عبرية ، تكون رائدة الاستفزاز والتحايل والافتراء وكل صنوف الموبقات السريَّة والعلنية ، والشرور البينة والغامضة والمحرَّمة في كل الأديان السماوية ، وفضائح الفجور والمجون والعربدة الرخيصة والدعارة المُمَيَّعة صنيعة المجوسية ، والفِتَنِ  المصطنعة بالمقابل أو المجانية ، والتحالف المتين مع عبدة شياطين الماسونية العالمية  ، الأشد كرها  لغير اليهود من بشر الكرة الأرضية .

... لن نجدَ سبباً وحيداً يٌؤخَذُ بعين الاعتبارِ عن تقاعد الجزائر الرسمية ، الضارب بعمق التخاذل في الهروب المكشوف عن قيامها بواجب مقدس اتجاه مَن سخَّرَت في السابق كل مزاميرها وطبولها الإعلامية ، لنشر ما تكنه نحوها من استعدادٍ للدفاع عنها لغاية تحريرها من احتلال الصهاينة بقهر آلياتهم الحربية ، ولما جدَّ الجد وأظهرت إسرائيل حيوانية جرائمها غير المسبوقة ولو في عهد الظلمات ذي السمات الغوغائية الهمجية ، انحازت لركن يسمح لها بالتفرُّج عن فظائع مرتكبة في حق نساء فلسطينيات مسلمات عربيات يُغتَصبن في الهواء الطلق وفي واضحة النهار وهن عاريات يُقذف بهن ممزقات أشلاء تفترسها الكلاب الضالة المدربة لتكون كذلك من طرف القوات العسكرية الصهيونية ، وهم وقد أفْرٍغَ دم الأحرار الجزائريين من وجوههم ليُستبدَل بسائل الجِيعة المستوردة من الديار الفرنسية ، متجمدون في مقاماتهم الفاخرة المشيدة بنهبهم عائدات نفط الشعب الجزائري العظيم الصابر من غير مبرر منطقي عن تلك الزمرة العسكرية الحاكمة بالحديد والنار الطاغية ،  وكأنهم من كوكب آخر لا وجود للأحاسيس الإنسانية ، ولا قيم  التضامن الأخوية ،  فوق أرضه إن وجد خارج التصورات الخيالية ، لا همَّ لهم إلا تضييع الجهد والمال في تنغيص حياة جارتهم المملكة المغاربة ، والتضييق عليها في المحافل الدولية  ، لقضاء هدف لا حق لهم حتى وهم مغيبون على وقع تحذير الغرور لعقولهم الاتجاه صوبه بتلك الطرق الصبيانية
، ممثل في الحصول على معبر ارضي يُلحق بسيادتهم يوصل أطماعهم التوسعية بشط المحيط الأطلسي لاعتماده في تسويق ما يستخرجونها من معادن نحو القارة الأمريكية .

... الجزائر غنية عكس شعبها الفقير المغلوب على أمره صبراً وليس ضعفاً ، لكن ثروتها من هذه الصفة تُبذَّر على متاهات لا نفع فيها بتاتا  كتمويل جمهورية صحراوية كرتونية وهمية ، مُقامة على أرضها تُضايق الشعب الجزائري في مكاسبه المالية ، وتمصّ عرقه ولا منتوج تعوض به ما تزدرده ظلماً وبهتاناً إلا شعارات تُبقيها متسوِّلة راضية بالمذلة والمسكنة حاسبة إياها بالأمور العادية ، مادامت مُحاطة بما يضمن لها مجانية الحصول من الإبرة إلى الصاروخ إضافة لما يفوق حاجياتهم من المواد الغذائية  ، والنتيجة ما تحياه الجزائر عموماً من أسوأ وضعية ، ارتباك اقتصادي ثقافي إعلامي  وبالتالي مجتمعي وكثرة الاجتماعات والخطب الرنانة بمواضيع تغطي بثقب غربال جلده من حية تتقن الرقصات اللولبية ، لأشغال العقول عن الاحتراس من سمها المسبب لمن أصاب الصَّمت عن المنكر بكيفية قطعية  ، السائر بالجزائر لمنحدر لن تستطيع متى بلغ ذروة الاستفحال ، الصعود منه إلا بشقاء وحرمان أجيال تُدّ بالأقدمية ، فلو خصصت لفلسطين المجاهدة بحق نصف ما تصرفه على سراب لا أساس له إطلاقا على أرض الواقع دون الدخول في نقط تفصيلية ، لما وصلت تلك العزيزة الفلسطينية المحتلة لحد الساعة من طرف إسرائيل ذي التصرفات المحرمة دوليا كما تنص عليها القوانين المعتمدة كتعليمات الأديان  لمعتنقيها بمثابة أوامر إلزامية ، ، لما وصلت لما هي عليه من حالة يبعدها كل يوم يمر عن الإحساس بأن خلفها دولا عربية كالجزائر قادرة على إخراجها منتصرة من المعركة التي طال أمدها لتتخطى السبعة عقود بمباركة شبه عربية وإجماع دول غربية  ،  لكن أين هي جزائر الأمس التي كان مجرد النطق باسمها ترتد قامات لها وزنها في التاريخ العسكري دولياً تلك الأيام لأزمنة ذهبية ؟؟؟ ، طبعا تبدَّدت الهيبة بتسلط جماعة من العسكر على كراسي حكمها بالقوة العسكرية خارج الإرادة المدنية ، وتحالف بعض مرضى العقول البائعين ضمائرهم لسلطة المال المُحصل عليه دون حسيب أو رقيب أو وسائل تنظيمية شرعية ، ومتَى رحلت الهيبة عن دولة سقطت كلمتها لتتمرَّغ في وحل مخلفات لا مكان لها الا في مستنقعات التقهقر المُخزية ، بزعامة الفساد لتنتهي نهاية علة نسيان يفقد أهمَّ ضروريات الحياة المطلوب الحفاظ عليها من أصحاب العقول السليمة المؤهلة لمواجهة الظروف ومنها غير العادية  ، بالحكمة المُكتسبة والتربية العالية ، والتمسك بالمبادئ الجاعلة الحق فوق الجميع دون اعتبار المناصب الوظيفية ، إذ العدل عدل يتساوى في الخضوع لحكمه المنصف الصغير أو قائد دولة أو مجرد فرد عادي من الرعية ، خلاف ما يتسم به حكام الجزائر التاركين غزة بين الحياة والموت وهم ينعمون بمباهج لا يستحقونها أساسا ذي قواعد هشة عهدها مرحلة دنيوية فانية ، لكن ماذا نقول في حق المستبدين أكثر من أنهم بلا ضمير يؤنبهم مضافة لهم  قلة الحياء وتيك من الصفات الشيطانية.

الخميس 17 أبريل 2025

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في

سيدني – أستراليا

https://azzamanalmaghrebi.blogspot.com

maghrebsahafa@gmail.com

mardi 15 avril 2025

جدار العار مصيره الانهيار

 

جدار العار مصيره الانهيار

القصر الكبير : مصطفى منيغ

يلوِّحُ والتلويح ليس بالإشارة الكاملة لوقوع حادث محدد ما بل بربعها لا غير ، للتخويف تارة و للترغيب أخرى يُستعمل حسب المواقف وبما إليها ستسير ، طريقة في التعبير أعتمدها الرئيس الأمريكي ترامب لكسب عكس ما يشيده كتبرير ولو للواقع مُغايِر ، ولا أحد سينازعه مادام حاسباً ذاته الوحيد الآمِر ، دون تجاوز المؤسسات الدستورية الواقف منها بانتباه حاذر ، يَغيبُ للمراوغة الكلامية المنثورة عبر الأفاق العالمية وساعة الحسم مع احترام المبادئ الأساسية العامة لبلده حاضر ، لذا  التلويح بالتهديد العسكري في حالة فشل المفاوضات الأمريكية الإيرانية ليس إلا مناورة إشهارية في مجال سياسة الأقوياء لاختصار مسافات الاستسلام لدى طرف خائف قابل لمسايرة ما يجعله يخرج من أي مواجهة تفاوضية بما يُبقي الدم في وجهه ولا يهم أن تأبَّط من الأعْدَاد المُتنازع عليهاِ صفر الأصفار.

... إيران ليس كما يتصور البعض ولولا صلابة قوتها لما ارتعد من ارتعد بمجرد الاستنتاج الملامس الحقيقة  أنها مالكة سلاح الدمار الشامل وما سيطرأ على المنطقة بسبب ذلك من تغيير ، ولولا قطعها أشواط على فرض أسلوب في التعامل معها وبالكيفية التي اختارتها مفعمة باحترام اختياراتها الفكرية ولطموحاتها المستقبلية من توقير ، لما صرفت المملكة السعودية من ملايير الدولارات لحصر مثل النفوذ الواصل كما تظن للتضييق على نظامها الوهابي الهادف لعلو أسرة خادمة لمصالح الأغراب في السّر ، غير معترفة لا بعرب ولا فرس باسطة يدها المشكوك في مرجعية أصلها لمن يعامل الجنسين معا بالعنف والكراهية والتحقِير ، المانحة إسرائيل المال وضعَّاف قلوب بعض أشباه رجال لا يستحقون انتسابهم للشريفة فلسطين المحكوم عليها بأسوأ حال لتتوسع بما تلحقه من جرائم تدمير ، في حق بلاد عربية ومنها لبنان الفاقدة جنوبها إن استمر حكامها على نفس الأخطاء الفادحة في التدبير ، ولولا إيران لما تأخر الزحف السعودي الإماراتي لإحراق اليمن فالمرور للسودان والقفز لليبيا لسد الطريق على جمهورية مصر العربية قلب الأمة العربية النابض بالعزة والكرامة والحفاظ على أصالة أشرف مصير بمشيئة العلي القدير .

... التلويح في هذا التوقيت بالذات وربطه الرئيس الأمريكي ترامب بالمفاوضات  الأمريكية الإيرانية بالرغم من التفسيرات السابقة للكلمة الهشة مهما صدرت عن أفواه معروفون أصحابها بالصلابة الجدية لطمأنة السعودية ومن خلفها الامارات أن التقارب الأمريكي الإيراني لن يحصل إلا إذا رضخت إيران الدولة لهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية وفق سياستها الرامية للحفاظ على ود المملكة السعودية ليس حبا فيها ولكن طمعا في تحويل سيل نهرها المالي إلى مصب الخزينة الأمريكية ، وحتى تتَّضح الأمور لاستعمال الرئيس ترامب فكرة التلويح الشهيرة تلك غداة موافقة الامارات المتحدة بتخصيص ما يقارب الألف وأربع مائة مليار دولار لاستثماراتها المقبلة داخل الولايات المتحدة الأمريكية ، لإمكان نسج خيوط العرقلة التي ذكرنا فيما مضى من مقالات ذات صلة بالموضوع ، بداية الشروع في تنفيذ مراحلها المتتالية قبل خوضها بوادر النجاح ، وحتى تمر المسألة على منأى  من عيون ضُبِطَت (جاحظة أكثر من المسموح لها لعملاء محسوبين على السعودية في مسقط العاصمة العُمانية) ، من طرف المخابرات الأمريكية تقرَّر انتقال مكان التفاوض إلى ايطاليا اتقاء بعض الهفوات المُستدرَك طمسها تجنباً لما قد يعكر الأجواء ، حيث عبَّر عن تجاوزها اللقاء المباشر بين الوفدين الأمريكي الإيراني بالرغم من مدته لبضع دقائق .

المفاوضات ستستمر ما دام الرئيس ترامب في حاجة لوقت أطول حتى يراها متمِّمَة أهدافها الزمنية ، والهدوء قد عاد لانشغالاته الأهم اتجاه الصين ، وما تعززه هذه الأخيرة كحلفاء لها في جنوب آسيا ، لاتخاذ قرار مَوحَّد يقف الند للند للسياسة الأمريكية الآخذة قاعدة "وبعدي الطوفان" شعاراً للنظام التجاري الجديد ، حيث القيادة المطلقة في ميدانه تعود لأمريكا لاستكمال قوتها العسكرية بقوة لا بديل عنها لمن أراد السيطرة على العالم بقبضة واحدة ، ومما يساعده في تحقيق ذلك الحلم ما تُبادِر به السعودية والامارات المتحدة إلى إنعاش الاستثمار الداخلي المخلي الأمريكي بتخصيص مليارات ما كان الغرب أو الشرق يتخيل ولو ربع حجمها ، وقد وجد الرئيس ترامب في الدولتين وسخائهما "الإنبطاحي" المالي الخرافي متنفساً إضافيا للمُضيِّ قُدُماً في فرض سياسته الحمائية الجمركية الصارمة ، كمطرقة ذهبية يهوى بها على رؤوس حديدية حسِبها قادرة على الازدهار والثراء مستغلَّة جيوب الأمريكيين ، وفي ذلك لم يستثني أحد حتى إسرائيل فَرَضَ على صادراتها صوب الولايات المتحدة الأمريكية نسبة 17 في المائة . البَلَدان العربيان لم يُفكرا فيما سيطرأ  على بُلدان عربية أخرى من خنق لاقتصادياتها بل أحيانا الَمسّ بأمنها القومي ، أن بلع ذاك الاختناق الذروة ، أنهما يسعيان فعلاً إلى ذلك عن قصد رهيب ، فلو خصصا نصف ذاك المبلغ الممنوح كاستثمارات لأمريكا وفي هذا التوقيت بالذات ، لبلاد عربية كجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية السورية والجمهورية السودانية وغيرها من دول تعاني على قدر متفاوت من مشاكل قد تتطور إلى مرتبة خطيرة ، لساهمتا في تغيير وجه الشرق العربي للأفضل ، ولعززتا قدرته على الوقوف بحزم حيال ما يقع في فلسطين الحبيبة من مذابح يومية على يد إسرائيل ، المشكلة الآن ذاك الحلف الثلاثي رفقة السعودية والامارات العربية ، لإبعاد أهم دول العرب عن أي تنمية حقيقية يفرضون بها وجودهم في عالم ، لا مكان فيه بعد اليوم للضعفاء ، الرافعين راية الحق المناضلين من أجل الحصول ولو على الحد الأدنى من العيش الكريم لملايينها من شرفاء أبرياء البشر. و لمن شيدتا بما اقترفتاها عن عمد وترصُّد جدار العار، للتنغيص على عرب الجوار، حياتهم من أجل مصلحة المستغلين الأغراب الكبار، مصير نظامهما آجلاَ أو عاجلاً الانهيار، وذاك قدر الأقدار، الناصر الحق بالحق كمبدأ عن لب القيم النبيلة السمحة مختار.

الأربعاء 16 أبريل سنة 2025  

         مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في

سيدني – أستراليا

dimanche 13 avril 2025

متحركة كأفلام الأطفال الضاحكة

 

متحركة كأفلام الأطفال الضاحكة

مدريد : مصطفى منيغ

السيول السياسية الإيرانية الجارفة المُعتمُدة على المواقف المُتحرِّكة مِن أجل  التَّكيُّفِ مع المُستجدات ، تجاوزت ملأ  صلابة سدودِ مواقفِ السعودية القائمة على صرف الدولارات ، ولو بعشوائية لوفرتها دون حسبان أن المال قد يفقد قدرته على شراء مصالح أوطان الإستراتيجية المُحتَرِمَةِ نفسها في كل الحالات ، بل سبب لها فيضان مهول من الفشل الذريع والمفاوضات الإيرانية الأمريكية تسير على الأقوم في طريقها لعقد اتفاقية على المدى القصير يتنفس من يعنيهم الأمر عبر العالم  عملية السلام عسى منطقة الشرق الأوسط تسترد ولو النزر القليل من هدوئها للتفكير المسؤول في مستقبل الآتي من بوادر جديد التحديات ، ذات الأبعاد الاقتصادية / التجارية على ضوء متغيرات نظام التبادل الحر المنتهي أمره كما يبدو مقابل ابتكارات مستحدثة تُلزم هامش ربح أي دولة عند الحدّ المعقول وليس بصناعة الاضطرابات .

المملكة السعودية تضغط لتعكير ذات الانفراج بلقاء أمريكي إيراني مباشر تمَّ ولو لبضع دقائق بعد انتهاء الجولة الأولى من المفاوضات في مسقط العاصمة العمانية ،  واضعاً بداية متفائلة  للحد من حدة الانقطاع الطويل (قرابة الثمانية أعوام) بين البلدين  ، جاعلة من موقف أحد البرلمانيين الإيراني الذي أثار أن المفاوضات تلك جرت في عياب معرفة البرلمان الإيراني لها ، لخلق جدال قد تستغله أطراف لفتح ثغرة معارضة لمثل المسار ، بل ولتختار التوقيت نفسه لتباشر مفاوضتها مباشرة مع الجانب الأمريكي و هذه المرة لامتلاكها صناعة الطاقة النووية ، معجلة حدوث الأمر مع وزير الطاقة الأمريكي نفسه بمناسبة زيارته الرسمية للمملكة ، وأمور أخرى تسعى إبقاءها في طي الكتمان  أو دائرة في جزء منها بين كواليس مَن تراهم قمة التأثير على سياسة البيت الأبيض فيما يخص الملف الإيراني ، لكن الملاحظ أن الرئيس الأمريكي قد يعطي الأولوية كاهتمام شديد الحساسية  للمواجهة الدائرة مخاطرها الاقتصادية / التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين ، بسبب النسب الجمركية العالية التي أراد بتطبيقها الرئيس ترامب على الصين للزيادة في الواردات الجمركية لصالح بلده من جهة ، ثم لتحقيق الهدف الأكبر المتمثل في استرجاع وإدخال المصانع الالكترونية الهائلة الإنتاج والأضخم ، العاملة انطلاقاً من الصين إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتكون بها أمريكا الأكثر انتفاعاً  من غيرها وعلى جميع الأصعدة . عموما لن تصل السعودية لملء شروطها إذ الولايات المتحدة الأمريكية أدرى بشؤون مصلحتها ، قد تساير بعض الاقتراحات إن تمكنت بقبولها الحصول مؤقتا على مليارات الدولارات  ثم تنفذ ما حططت له دون زيادة أو نقصان ، فلو كانت هذه الدولة الفاقد حكامها عقل التدبير الصحيح الرافع من شأن العرب ، لفكرت في تحويل ما تصرفه على السراب ، لمساعدة دولٍ عربية في حاجة للوقوف على رجليها اقتصادياً ، لكنها مملكة استثنائية يتَّضح من تصرفاتها أنها تريد تكسير قامة بعض العرب وقيمتهم كدول ، لتنفرد بزعامة ولو كانت صالحة لانتهاج الأفلام المتحركة الموجهة لإلهاء الأطفال عن دروسهم التربوية .

الاثنين 14أبريل سنة 2025

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير اعالمي لحقوق الانسان في

سيدني – أستراليا

samedi 12 avril 2025

في مسقط القناع ساقط

 

في مسقط القناع ساقط

مدريد : مصطفى منيغ

تم اللقاء المبدئي بعيداً عن أي تشنج بل في جو ترفرف عليه الراية البيضاء المرفوعة  من لدن الطرفين ، عسى الخروج من طول مرحلة احتوت من المآسي ما مَلَّت بمعايشتها رؤوس الدولتين ، محرِّكة بإزعاجٍ خطيرٍ الانتباه المُنَبِّه عن بُعدٍ لوضع خِطَطِ هَجمَتين ،  متبادَلتين ، تُعرضان حكماء البلدين لمسحِ أي حِكمة اجتهدوا للتَّمَيُّزِ بها أكثر من عقدين ، تُمْسَحُ من عقولهم في أقل من ثانيتين . تَمَّ اللقاء ولو في غرفتين منفصلتين لكنه كان مثمراً على الساحتين ، لتتخلصا مع تطور المفاوضات الجارية من توترات مصبوغة أحيانا باللونين ، أسود اللاَّتفاهم العقيم و أحمر دم التقاتل من سنين . يقود المفاوضات من هذا المستوى السيد عباس عراقجي وزير الشؤون الخارجية للجمهورية الاسلامية الإيرانية على رأس وفد هام من الخبراء الإيرانيين ، بينما يرأس السيد   ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي لمثل المهمة صحبة وفد من المسؤولين الأمريكيين ، بالتأكيد سيطال الكلام البرنامج النووي الإيراني العمود الفقري لكل اتفاق مستقبلي قد يقع ينهي معاناة الشعبين ، ومن خلفهما إيقاف ما يجري في منطقة الشرق الأوسط عامة  وخاصة المعنيين ، المملكة السعودية والمتشبثة بذيلها الامارات الغير المرتاحين ،  لما قد يذهب اليه رئيس أمريكا ترامب من تفاهمات تعطي الأمان للإيرانيين ، بعدم التدخل فيما يخص قضاياهم المعلقة ستظل مع السعوديين ، مَن حتى الساعة لإفشال مثل المحاولة التي ادخلت عاصمة سلطنة عُمان تاريخ الصراع بين قطبين ، عربي / فارسي عن أمرٍ ما خطير وحيثياته بقيا متخاصمين ، فإن نجحت المفاوضات وهذا ما يرغب فيه الجانب الأمريكي لما فيه إنقاذ إسرائيل مما أصبحت غارقة فيه من الرُّكنين ، العسكري المتقهقر وإن غطت حكومة نتنياهو مثل الحقيقة حتى على أقرب حلفائها والاجتماعي المنقسم على ذاته لشطرين ، الأول ينشد المغادرة ما دامت دولة إسرائيل لم تحق   >ق لملايينه من اليهود الاستقرار الموعود لسببين ، سوء تدبير سياسة استعمال القوة المفرطة للحصول على طرد الفلسطينيين من ديارهم بغير حق ولو على دفعتين ، فتوسيع نطاق حربها ضد العرب لتشمل دول فلسطين ولبنان وسوريا واليمن بما يعني الاستمرار في مثل المحنة لجيلين قادمين ، أجل التفاهم الأمريكي الإيراني تحصد مفعوله الايجابي إسرائيل قبل غيرها بالإبقاء على المنتسبين والمؤيدين والمساعدين لها مُتَّحدين ، ثم إيران التي قد تحقِّق أمنيتها في امتلاك القنبلة النووية لتبرير كل مواقفها السابقة القائمة على الصواب أو الخطأ لإرضاء معارضيها المحليين ، فتحوِّلهم إلى المشاركة العملية لما تتطلبه مرحلة ما بعد انجازها مثل الانتصار النووي وهم لها واستقرارها مِن أقوى المساهمين ، أما الخاسرة الكبرى فستكون المملكة السعودية لتتصرَّف بما يغضب عنها لا محالة الولايات المتحدة الأمريكية فتكون إن الفاعل حصل حافرة لنفسها والامارات كنظامين قبرين لبعضهما البعض متلاصقين .

السبت 12 أبريل سنة 2025

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير اعالمي لحقوق الانسان في

سيدني – أستراليا

vendredi 11 avril 2025

الحوثيون بعد السبت سيحاصرون

 

الحوثيون بعد السبت سيحاصرون

مدريد : مصطفى منيغ

الكل لتغييرٍ مُرتَقَبٍ عن بُعْدٍ أو مفاجئ غير مُنتًظًرٍ عن قرب  سائر ، حتى الأكثر تفاؤلا تجده  أمام مثل التقلبات  السريعة و التحولات الأسرع حائر ، ومَن نأى عن تلك الأحداث سَنَّ لنفسه البقاء في عالم عن المألوف مغادر ، ليرتاح من يوم نهاره صواريخ تدك كل هدف لهؤلاء ظاهر ، وليله طائرات تسحق مَن في الإنفاق أي ثائر ، وعداد الإنفاق يتخطى سرعة تذويب المدخرات لدى المكتفين فقط بوجبة إفطار ، أو لا يحس به من رصيده عند أمريكا والغرب مفتوح على خزائن مهما صرفت على الموضوع دولاراتها لا تتأثر ، صراحة من الصعب مقارنة إمكانات "يمن الحوثيين" بما تملكه إسرائيل من نسبِ فائدةٍ عالية تعود إليها من مختلف عملات العالم بما فيها الريال السعودي المعتبر ، للزيادة في الإيضاح إذ كل أموال الدنيا بين يدي اليهود وتلك حقيقة لا تقبل الشك أو إعادة النظر ، وبما أن الجميع محٍبٌّ للمال فقسط من هذا الحب مخَصَّص لهم بطريقة مُعلَّلَة بغير المباشرة أو مغطاة بأي ستار ، لكنها مهما دارت المعنى تستقر على نفس الاستدراك كمعيار ، لذا لعبة الحرب اليهود المستفيدون  الأوائل منها والمستغلون الأزيد والأكثر ، مادامت قائمة على ادخار الكثير من المال لصرفه على مفرقعات يتم ابتياعها بمئات الملايين من الدولارات أو ما لونه أصفر ، ومثل الصناعة أو التجارة من المستحيل عدم وجود اليهود داخل قلبها أو وكلاء عليها أو مستثمرين فيها أو المروجين لتصريفها بواسع ما لهم في الميدان من اقتدار، وإسرائيل العبرية من الدول المتقدمة في صناعة الأسلحة بما فيها المعِدة لافتك دمار ، من زبنائها المرموقين دول عربية بما فيها المملكة المغربية ، المرتبطة باتفاقية "تطبيع" الغريبة الأطوار ، نجمها الساطع السيد "العثماني" رئيس الحكومة السابق  المضيء على الأخطاء الكبرى في سجل حزب العدالة والتنمية  بمثل الانجاز المُتخذ ضد إرادة الشعب المغربي قاطبة الشائع كأغرب الأخبار .

... الولايات المتحدة الأمريكية قبلت التفاوض المباشر مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ابتداء من يوم السبت المقبل ، وهذا يدل أن الحوثيين بعد هذا التاريخ سيُحاصرون بكيفية لن يجدوا معها كثيراً من الاختيارات ، أقصاها الاستمرار فيما كانوا عليه بغيرمساعدة إيران ، أو التراجع لإصلاح الموقف الذي ساهموا في خلقه للتأثير على الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وفي المقدمة إسرائيل ، بما جعلوها حرباً مفتوحةً على هؤلاء جميعهم ، محرَّمين عليهم الإبحار في المسالك البحرية التي تعَد جد هامة بالنسبة للسفن التجارية العالمية ، محققين بعض الانتصارات ، مسجلين ما أصبحت إسرائيل تعاني منه حتى داخل عاصمتها تل أبيب ،للتخفيف عن معاناة سكان غزة الذين قدموا من التضحيات ما خلَّدوا به مواقفهم البطولية غير المسبوقة في النضال والجهاد ، لكن لا حيلة مع افتقاد الإمكانات أكانت أسلحة للدفاع عن النفس ، أو ما يُسدُّ به الرَّمق من غذاء ، أو ما ينقذ الجرحى من ألألام المميتة كالدواء ، وأشياء لا حصر لها جعلت الحياة داخل قطاع عزة مستحيلة ، قاسية مع متطلباتها ولو في أدنى الأدنى .

إيران في جلوسها وجها لوجه الند للند مع الولايات المتحدة دون وساطات من أحد ، تكون قد حقَّقت إحدى رغباتها ، ولم يأت الفاعل من فراغ بل هو تنازل كبير ضحت به مقدمة مصلحتها على مصالح من كان السبب في  إبعادها عن أي حوار على هذا الشكل و المستوى ، قد يكون التنازل في حجم التخلي عن توفير حاجيات يمن الحوثيين بما يلزم من المُضي قدما بمجهودهم غير العادي الموجه أساسا للضغط على إسرائيل  ومسح فكرة الهجوم على إيران من مخططها المهيأ بمعية الولايات المتحدة الأمريكية ، وإن اعتمدت هذا التنازل فلم يكن الا تقدما في تصفية ارتباطها بما أطلقت عليه محور المقاومة الذي صرفت عليه من الأموال وحصاد المئات من أرواح أبنائها المهمين ، لتنصرف للدخول في مرحلة ثانية تُعوِّض تعوِّض خلالها تلك الخسائر  الفادحة وأزيد منها

عداء العر ب لها من المحيط إضافة للحصار المشدد المضروب عليها بما فيه العقوبة المطبقة على مجالاتها التجارية والاقتصادية  مما جعلها مرات تقبل على بيع نفطها عن طريق السوق

السوداء ، إذن مقارنة بما ستربح أوجدت إيران المناسبة الأكثر ملاءمة لحل مشاكلها مع الولايات المتحدة العقبة الأكثر خطورة على استئناف صوب المستقبل إن ظلَّت على حالها كما كانت من مدة ليست بالقصيرة ، وحتى الولايات المتحدة الأمريكبة لم تتجه لمثل الخطوة الا تنفيذا لرغبة رئيسها ترامب  عدم حوض أية حرب مع أي كان في نفس المنطقة متفرغا لعملية اغناء مداخل أمريكا المالية لينعم شعبها بأكثر الرفاهية التي قد تسجل أبعادها الايجابية على الأمريكيين كأفضل نسبة عيش في العالم .  وهنا يقف اهتمام الحوثيين الذين سيجدون قلة الواردات من أمامهم ، و المملكة السعودية من ورائهم ، و ما هو حاصل      داخليا بين جوانبهم ، وتلك وضعية ليست بالسهل تجاوزها الا بحلول معجزة في عصرٍ لم تعد فيه المعجزات ممكنة لأسباب عدة ، إذن الترقب يطاول وسائل التنصُّت والمراقبة المرئية من لذن المختصين الاستخباراتيين الأكثر كفاءة عبر العالم لاستقراء ما يمكن حدوثه خيرا أو عكسه بعد هذا السبت المشهود في حياة إيران المقبلة بعده على تغيير ومنه امتلاكها القنبلة النووية . 

مصطفى منيغ

الجمعة 11 أبريل سنة 2025

vendredi 21 février 2025

أصاحب نفسي ...

 

أصاحب نفسي ...


ذ . محيي الدين غنيم

ما يميز مواليد برج الجوزاء الذكاء الحاد وأصحاب شخصية مزدوجة ، وتلك الميزة تجعلنا نتأقلم مع أي واقع يفرض علينا وما يميز مواليد برج الجوزاء أيضا طيبة القلب وحب الخير للجميع ومد يد العون والمساعدة لكل من يلجأ له وكما يتمتع مواليد برج الجوزاء بأجمل صفة بهذه الحياة والتي أصبحت عملة نادرة ألا وهي صفة الوفاء والإخلاص لمن أحب والوفاء والإخلاص للصديق وهو على أتم الإستعداد للتضحية بالغالي والنفيس من أجل الحفاظ على المعاني السامية لكلمة الوفاء .

ولكن هناك صفات سيئة لمواليد برج الجوزاء ، حيث ينخدع مواليد برج الجوزاء على الرغم من ذكائهم الحاد ببعض الناس ويعود ذلك لقناعتهم بمبدأ منتهى حسن النية وهذا ما أوقعنا بالكثير من المشاكل والأزمات ومنها الكارثية جراء الإنخداع بمثل تلك النوعية القذرة من بني البشر ، وصفة سيئة لمواليد برج الجوزاء ألا وهي: إحترام مشاعر الغير والإلتزام بالصمت حيث نقابل كذبهم وخداعهم لنا بابتسامة ، وذلك ليس ضعفا منا ولكن هو إيحاء منا بأنهم لا يستحقون الرد والقرار الصائب هو قطع العلاقة مع تلك النوعية من البشر وبالنهاية هم الخاسرون .

لذلك ومنذ بداية هذا العام قررت حذف الكثير والكثير من الذاكرة ومن قاموس حياتي ، كمن يفرغ ذاكرة الهاتف من الحمولة الزائدة ومن البرامج الخبيثة التي ستضر حتما جهاز الهاتف ، وكذلك تلك المعارف الحاقدة التي تجلب لك الكثير من المشاكل.

بالنهاية : ما أجمل الواقع الجديد الذي رسمته لحياتي الجديد ” بمصاحبة نفسي  ” مع الإحتفاظ فقط بالأصدقاء الأوفياء المحفورة أسمائهم بالقلب والعقل وهم عقال الرأس والذي لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة .

  السعودية بالهجوم على الحوثيين معنية                          القصر الكبير : مصطفى منيغ في إيران عقول تفُكِّر وقادرة على تحليل وتبسيط ...